بوظة !!
ناقد شمس الدين " راشد أبو العز "
صرخت في وجهه بعد أن قلبت عليه مكتبه ، وتناثرت أوراقه في كل مكان :
- طلقني !! .. لم أعد أستطيع الحياة معك !!
فاق من ذهوله ، وكاد يلقي بها من النافذة ، ولكنه تمالك أعصابه كعادته معها دائما ، ثم أخفض صوته حتى بدا هامسا ، وقال :
- أتطلبين الطلاق ، وكدت تقتليني من أجل رفضي الخروج معك لتلعقي البوظة ، وتتفرجين على خلق الله ؟!
- زهقت من الحياة معك .. الدراسة لا تنتهي ، قلت الماجستير قلت عادي !! سنين طويلة لاتغادر مكتبك ، وتتركني كأي قطعة أثاث في البيت . ثم صرخت ثانيا وهي تبكي :أنا حتى بشر من لحم ودم ، أنا لست قطعة من الخشب .. أريدك أن تحادثني .. أن نرتاد الأماكن معا كما كنا نفعل أيام الخطوبة . هل تتذكر هذه الأيام ؟!
فكر الزوج قليلا ، فكيف يضحي بزوجته من أجل كأس بوظة ، ثم إبتسم ، وطوقها بيديه ، وطلب منها أن ترتدي ملابسها ..
ومنذ تلك الواقعة وقد تعود رواد الكافيه الشهير على رؤية زوج وزوجته ، وقد ضم النادل لهما مائدتان .. الزوج يعمل ويكتب على مائدة ، والزوجة تلهط البوظة على الأخرى ، وتبحلق في الرواد !!
إنتهت .
ناقد شمس الدين " راشد أبو العز "
جميع الحقوق @ محفوظة للمؤلف 2009 .